وكالة أنباء الحوزة - قال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: "لقد قام الإمام الصادق عليه السلام، بدورٍ تجديديٍ عظيم، في لحظةٍ تاريخيةٍ وحاسمة من عمر الأمة الإسلامية، حيث عواصف الفتن وتيارات الإلحاد، وإبتعاد الناس عن قيم السماء، وتوجههم _بعد أن بلغت الحضارة الإسلامية شأواً عظيماً_ إلى الرفاه والخفض والشهوات، وفي تلك الفترة قام الإمام الصادق بعد أبيه الباقر عليهما السلام، ببثّ المعارف الإلهية بدءاً من معرفة الله واسماءه، ومعرفة النبي والتذكير بالآخرة واستمراراً بكل المعارف الشرعية، حتى ربّى أكثر من أربعة آلاف تلميذ، قام كل واحدٍ منهم بتربية جيلٍ من العلماء، أصبحوا جميعاً عمود الخيمة للحفاظ على قيَم الأمة، حتى سمّي الإمام الصادق عليه السلام عند كثيرٍ من المسلمين بالمجدد الأول لدين جده صلى الله عليه وآله".
ودعا آية الله المدرسي، الأمة الإسلامية إلى الإستفادة من هذه السيرة المباركة، بالعودة إلى مصادر الحكمة والقيم، مبيّناً أن قيام الحضارات لا يكون إلا بوجود إنسانٍ يبني نظامه الإجتماعي الحضاري وفقاً للقيمٍ والحكَم، وبها تحافظ الحضارة على نظامها وتُبقي على عطاءها، ولم تقم للأمة الإسلامية قائمة إلا بناءاً على قيمٍ سامية بيّنها الكتاب الكريم ورسخّها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، فأمست أمةً وسطا، وخير أمة، وشاهدة على سائر الأمم، ولكنها تراجعت وابتليت بالمشاكل الحضارية الكبرى، حين انفصلت عن ذلك المصدر الثرّ.